كيف يكون سحب اللون آمنًا؟

تحدثنا في المقال الماضي عن سحب اللون وأضرار تطبيقه على جذور الشعر أو إصابته لفروة الرأس، وما يستدعيه ذلك من وجوب رعاية مضاعفة للشعر ليستعيد حيويته وبعضًا من قوته، وما قد يسببه السحب من مضاعفات خطيرة على الصحة بسبب الحساسية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل السحب ضرورة بحد ذاته حتى أكون مجبرة على فعله؟ والجواب: نعم؛ فكل الألوان الفاتحة اليي تفضّلها النساءتحتاج إلى سحب اللون؛ بداية من الهايلايت أو خصل أو أومبري، فطريق كل هذه الألوان وعر لا يتعبد إلا بشيء واحد “بودرة التفتيح”، وهي بودرة كيميائية بيضاء اللون فيها مواد مركّزة بدرجة عالية؛ وبذلك يكون خطرها في حال الخطأ مضاعفا؛ وتكون هذه البودرة سيفًا ذا حدين، قد يكون مشهرًا لك، فتقومين بالسحب وتطبيق اللون، ويظهر شعرك بأبهى لون وأجمل حلة ويبقى الشعر صحيا بلا أي ضرر، وقد يكون مشهورًا عليك، فتعودين خائبة بشعر تالف وبصلة محروقة وجلد ملتهب، وفيه من الأضرار ما تحتاجين معه من الوقت وعناية لا تنتهي ليعود صحيًّا نوعا ما.

خطوات آمنة يجب على مصفف الشعر اتباعها:

وسأقوم في هذا المقال بالحديث عن أساسيات سحب اللون والطرق الصحيحة للقيام بذلك، في محاولة للابتعاد عن أي نتائج سلبية، تضر بمصفف الشعر وبالزبون.
سأبدأ بتوجيه حديثي إلى مصفف الشعر، الذي ينبغي عليه اتّباع ما يلي من الخطوات:
أولا: ينبغي أن يكون العمل عبر استخدام القصدير، والسبب في ذلك أنه يرفع حرارة الشعر والصبغة مما يسرع عملية السحب، ويقلل فترة بقاء المادة على الشعر الأمر الذي يخفف آثارها وضررها قدر المستطاع، كما أنه يسهل عملية سحب لون الخصل دون أن تتأثر خصل أخرى، وينبغي الحذر من استخدام السحب على الشعر بدون قصدير.
ثانيًا: الانتباه إلى ما دار الحديث عنه في المقال السابق من الابتعاد عن فروة الرأس بقدر سنتيمتر واحد، حفاظا على جلدة الرأس وفروة الشعر والبصيلات من أي ضرر أو حساسية.
ثالثًا: استخدام عيار مخفف من الأكسدانت.
رابعًأ: بعد الانتهاء من 7 خصل تقريبا لا بد من العودة إلى الخصل واحدة تلو الأخرى للاطمئنان وتفقد سلامة الشعر.
خامسًا: مراعاة حرارة المكان، فإن درجة حرارة الغرفة ستؤثر على القصدير، وبالتالي سترتفع درجة حرارته على الشعر.
ولا بد من التنويه هنا: أنه يجب التأكد من عدم وجود بروتين وكرياتين سابقًا، وذلك باختبار قوة الشعر من خلال تطبيق سحب اللون على خصلة واحدة من الشعر والتجريب؛ لضمان عدم تلفان الشعر أو إلحاق أي ضرر به؛ ولأن مواد التسبيل بكل أنواعها إن وجدت قبل السحب ستدمّر حراشف الشعر وبالتالي ستؤذي وتسبب تلفًا كبيرًا به، أما إن كان البروتين علاجيًّا فلا مانع من ذلك، لا بد من التأكيد على ضرورة التجريب على خصلة مهما كان نوع البروتين.

ما دور السيدات في عملية سحب اللون؟

إما بالنسبة لك سيدتي فإن دورك لم ينته هنا بمجرد دخولك الصالون وإخبار الخبيرة بما تريدين، على العكس تمامًا؛ فالآن تبدأ مهمتك، فكلنا بشر معرضون للنسيان، لذا عليك بكل وضوح أن تطلبي من الخبيرة استخدام القصدير، كما عليك أن تذكريها أن تقوم بفتح القصدير ومراقبة الشعر وإعطائه الأكسجين اللازم، الذي سيقوم بتخفيف حرارة المواد الضارة؛ مما سيخفف أثرها على شعرك.
كما عليك أن تنبهي الخبيرة في حال وجد على شعرك أيا من الهاي لايت أو سحب اللون أو الأومبري سابقا، كما يجب عليك تذكير الخبيرة أن تطمئن على شعرك كل بضع دقائق ولا تنتظر حتى تنتهي من السحب كله، لأن الشعر يكون بهذه الحالة أضعف من الشعر في حالته الخام بدون أي مواد سحب وتلوين سابقة.
وهنا أذكرك مهما كانت الخبيرة مهتمة بشعرك والعناية به، فيجب أن تكوني أشد حرصًا وانتباهًا، لأن الضر ر كما ذكرت سيكون مضاعفا، مادياًّ على هيئة شعر ضعيف متضرر وجلد محروق -لا قدر الله- وبصلة تالفة، ونفسيًّا من تحطم معنوياتك عندما ترين شعرك متعبا لفترة قد تطول.
وفي نهاية هذا المقال؛ أذكرك سيدتي بأن جمال شعرك وتجديده، ليس حكرًا على فتيات الإعلانات، ولا يجب أن يكون مقولبًا بقالب معين، مما يمليه علينا الذوق العام واللون الدارج، جمال شعرك بصحته، ولا مانع من تغيير اللون في كل حين، لكن قبل هذا كوني أنت الخبيرة، ولا تتركي شعرك ضحية للمواد الكيميائية، أو قلة الخبرة، أو عدم الاكتراث، حاولي أنت تخطي خطوة تغيير اللون في الوقت الأنسب لشعرك، وأن تتابعي مع خبيرة اللون كل حركة واسألي واستفسري ولا تشعري بالخجل أبدا، فالأمر منوط بك وبشعرك، وإضرارك بشعرك قد يسعدك لأيام أو أسابيع؛ لكنه سيكلفك شهورا من العناية والتعب.